قصة مأساوية لوفاة زوجين وهما يحاولان الهرب من نيران الأمازون

كان منزل إيدي رودريغيز وزوجها روميلدو كوخا خشبيا يظلله سقف من القش، إلا أنه تحول الآن إلى أنقاض، بعد أن عاش فيه الزوجان معا في قرية ماشادينو دو ويست الريفية، على بعد 350 كيلو مترا جنوبي بورتو فيليو عاصمة ولاية هوندونيا في الجزء من غابات الأمازون الواقع في البرازيل.

وروى مراسل “بي بي سي” في البرازيل أنه في 13 من آب، لقي الزوجان حتفهما وهما يحاولان حماية منزلهما من الحريق، ولم يتمكنا من الفرار بعد أن خرجت النيران عن السيطرة.

وتابع المراسل أن إيدي وروميلدو كانا يعملان على ادخار الأموال لأكثر من 10 سنوات لشراء قطعة الأرض التي بنيا عليها منزلهما. وأخبر السكان الشرطة أن الزوجين لم يكونا يتركان منزلهما حتى في أشد الأوقات التي تضطرم فيها ألسنة اللهب لمراقبتها والسيطرة عليها.

وكما هو حال غيرهما من الفلاحين في المنطقة، كان الزوجان يعتمدان على ما يعرف بالحواجز النارية، وهي مناطق فارغة في الحقول تعمل على حجز حرائق الغابات لمنعها من الانتشار أو لإبطاء سرعة انتشارها.

وقال المحقق سيلسو كونداجيسكي: “يبذل الناس كل ما في وسعهم حتى لا يخسروا أشياء صغيرة يمتلكونها”.

جيغيسلين كارفاليو، إحدى بنات إيدي، قالت لبي بي سي: “يستخدم الناس النار لتطهير الأراضي بهذه المنطقة، إلا أنه وفي ذلك اليوم كانت الرياح شديدة، وسرعان ما انتشرت النيران ولم تمنحهما الفرصة للفرار.”

وتقع القرية الريفية التي كان روميلدو وإيدي يعيشان فيها في جزء من الغابة شهد عمليات قطع للأشجار، ما جعل انتشار الحرائق فيها أسرع من غيرها.

وفي 13 من آب، تناقل السكان المحليون مقاطع فيديو تصور ألسنة لهب ضخمة تلتهم المنطقة. وقالت جيغيسلين، ابنة إيدي، إن أمها وزوج أمها حاولا حماية مواد التسقيف التي اشترياها مؤخرا للقيام ببعض أعمال التجديد في المنزل.

وأضافت جيغيسلين: “أخبرني الناس أنهما كانا ينقلان تلك المواد إلى منطقة بعيدة عن النيران حتى لا تحترق.”

وقال شهود عيان للشرطة إن النيران كانت تقترب من الجزء الخلفي لمنزلهما، ما منح الزوجين طريقا للفرار من باب واجهة المنزل.

إلا أن الاثنين وجدا نفسيهما محاصرَيْن بنيران أخرى تأتي من ناحية واجهة المنزل.

وبحسب تقارير محلية، أتت النيران في قرية ماشادينو دو ويست على مساحة تبلغ 160 فدانا. ولحق الدمار بمنزل إيدي ورونيلدو إلى جانب منزلين آخرين.

وقال شاهد عيان لبي بي سي إن خوف البعض من أن تفرض عليهم غرامات بسبب قطعهم الأشجار هو ما جعلهم يترددون في استدعاء الحماية المدنية عندما بدأت النيران في الخروج عن السيطرة.

وحضرت خدمة مكافحة الحرائق بعد ذلك بيوم في 14 من آب، ليجدوا جثتي إيدي وروميلدو المتفحمتين على بعد 100 متر من المكان الذي كان يوما يضم منزلهما.

وتعتقد الشرطة أن إيدي وروميلدو توفيا بفعل التسمم من استنشاق غاز الكربون، وكانا الوحيدين اللذين لقيا حتفهما في تلك الحرائق.

أما بقية سكان المنطقة من جيرانهما فتمكنوا في الفرار، في حين أتت النيران على منزل آخر كان خاليا من الناس في ذلك اليوم.

وتعمل الشرطة حاليا على تحديد السبب وراء اشتعال النيران.

BBC



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2LfbkqI
via IFTTT

تعليقات

المشاركات الشائعة