تصعيد المختارة «مش فشّة خلق»… عون «مُستاء»… وجنبلاط ينتظر «رسالة» نصرالله ! «الإحتجاجات» تواكب «قطار» الموازنة اليوم… وأسئلة حول المصارف والأملاك البحرية

كتب ابراهيم ناصرالدين

ينطلق «قطار» الموازنة اليوم وسط خشية من دخوله «نفق» المزايدات «التقشفية» بين القوى السياسية الممثلة في مجلس الوزراء، وسط اعتراضات وملاحظات كثيرة قد تغير ملامحها قبيل وصولها الى المجلس النيابي بعدما تجنب وزير المال علي حسن خليل «ملامسة» الكثير من البنود الخلافية تاركا «كرة النار» في حضن الحكومة مجتمعة كي يتحمل الجميع المسؤولية على وقع الاحتجاجات التي يبدؤها اليوم قدامى العسكريين في الشارع، ووسط مراقبة دولية «لصيقة» للاجراءات الحكومية لمعرفة ما اذا كانت «مطابقة» لمواصفات مؤتمر «سيدر»… وفيما يفترض أن تثار خلال الجلسة بنود تتعلق بالاملاك البحرية، والتهرب الضريبي، ومساهمة المصارف المفترضة في عملية النهوض الاقتصادي وتخفيف العجز في الموازنة، يتجه رئيس الجمهورية ميشال عون الى تقديم كل «الحماية» المتاحة لحقوق العسكريين بعدما جرى خلال الاسابيع القليلة الماضية عملية «شيطنة» ممنهجة للمؤسسات العسكرية والامنية في البلاد…

في هذا الوقت، لا تزال أصداء تصريحات النائب السابق وليد جنبلاط حول عدم لبنانية مزارع شبعا تثير «البلبلة» والردود «الغاضبة» تجاهها، خصوصا بعد محاولة الحزب التقدمي الاشتراكي «توريط» رئيس الجمهورية في هذه المسألة، ما أثار «استياء» بعبدا، وسط تساؤلات حيال ارتفاع منسوب الانتقادات لتصريحات جنبلاط التي اعتبرها البعض مجرد «رد فعل» معتاد عند كل أزمة مع حزب الله، وهو كالعادة اراد اثارة «الغبار» من «بوابة المزارع» لايصال صوته الى «حارة حريك» رغبة منه في فتح «الابواب» التي اوصدت في وجهه اثر افتعاله الخلاف مع الحزب على خلفية معمل اسمنت الارز في عين دارة… و«عينه» الان على رد فعل السيد حسن نصرالله الذي سيتحدث يوم الخميس في ذكرى استشهاد مصطفى بدرالدين…

 «الضغوط الاميركية» 

وفي هذا السياق، تعتبر أوساط وزارية بارزة ان «تسخيف» موقف جنبلاط في هذه المرحلة الشديدة الحساسية غير مجد، ولا يمكن الركون اليه، خصوصا اذا ما تم ربط تصريحاته بمجريات الاحداث المتسارعة في المنطقة، ولذلك لا يمكن التسامح مع «لحظة تخل» جديدة، خصوصا انها تطال هذه المرة اراض لبنانية تمنح لاسرائيل التي حصلت قبل اسابيع على «صك ملكية» الجولان من الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يحضر لاعلان «صفقة القرن» بعد شهر رمضان… ووفقا للمعلومات المستقاة من أوساط ديبلوماسية في بيروت، لا يمكن الفصل بين بدء الادارة الاميركية تشديد العقوبات النفطية على ايران يوم الخميس المقبل، وبين الادوار المطلوبة من «اصدقاء» اميركا في لبنان ومنهم جنبلاط الذي قرر «الرهان» مرة جديدة على نجاح عملية «الخنق» «المثلثة الاضلاع» التي تستهدف طهران ودمشق وحزب الله… في سياق خطة متكاملة لفرض وقائع سياسية وجغرافية جديدة في المنطقة، وتعطي تلك المصادر مؤشرين على مستوى كبير من الخطورة لشرح حقيقة ما يتم «طبخه» في «كواليس» «المطبخ» الاميركي – الاسرائيلي…

 مؤشرات غزة وعمان «المقلقة» 

المؤشر الاول، يرتبط بما يحضر لقطاع غزة، حيث تتحدث المعلومات عن خطة من مرحلتين الاولى تقضي بقيام اسرائيل بالاعتراف بحركة حماس «كسلطة «أمر واقع» في غزة، «بضغط اميركي»، على ان يترافق هذا الامر مع تنمية اقتصادية مقابل تجريد القطاع من السلاح «بضمانة» مصرية تعيد تنظيم «الهيكلية» السياسية والامنية للحركة، وفي حال فشل هذا العرض ستتجه اسرائيل «بغطاء» عربي الى عمل عسكري يؤدي الى «اضعاف» حماس وفرض التجريد على غزة.

اما المؤشر الثاني، فيتعلق برفع منسوب الضغوط على الدول المحيطة بسوريا «لخنق» الاقتصاد السوري، وما هو مطلوب في لبنان، بدأت ملامح تنفيذه في الاردن حيث انطلقت فجأة عملية «تأزيم» اقتصادية للعلاقات مع دمشق، بضغط من السفارة الاميركية في عمان، فأوقفت مصفاة البترول الأردنية تراخيص توريدات المشتقات النفطية إلى سوريا عبر الأردن وصدر قرار فجائي يمنع تقريبا استيراد «كل شيء» من سوريا بدعوى الحفاظ على الصناعات الوطنية الأردنية وهكذا تم عمليا الغاء خطوات الانفتاح والتقارب مع دمشق في مرحلة ما بعد إعادة افتتاح معبر نصيب قبل ذلك…!

 أبعد من «فشة خلق»…؟ 

وازاء هذه المعطيات، لا يبدو ان «صراخ» جنبلاط مجرد «فشة خلق» على الازمة المفتعلة مع حزب الله، وانما تلك الازمة هي جزء من «حملة» الضغط المطلوب ممارستها على محور المقاومة، لاستهداف أي امكانية «صمود» في هذه المرحلة او لاحقا، ويمكن التأكيد ايضا ان جنبلاط «القلق» من «المستقبل» يجد ضالته الان بالرئيس الاميركي الذي سيقدر جيدا موقفه ازاء التشكيك بلبنانية اراض استراتيجية لاسرائيل، ووقوفه سدا منيعا امام معمل اسمنت سيكون اساسيا في اعادة اعمار سوريا…

 «سر» انتظار «المختارة»؟ 

وفي ظل «صمت» حزب الله، تؤكد أوساط نيابية مطلعة، ان انظار «المختارة» تتجه الى كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الخميس المقبل، حيث يعتبرها جنبلاط مؤشرا «مفصليا» على مدى تأثير «قنبلته» الاخيرة على مسار العلاقة مع حارة حريك، «فاستمرار «الصمت» له دلالاته، ومقاربة الملف بهدوء «رسالة» لها قراءة خاصة، اما مقاربتها على نحو مباشر «وقاس»، فستكون اكثر من «رسالة»، وعندها ستحتاج العلاقة الى «مقاربة» جديدة لاعادة الامور الى «نقطة البداية»…

 «استياء» بعبدا… 

في هذا الوقت، وفيما أكد وزير الخارجية جبران باسيل على لبنانية مزارع شبعا، مؤكدا الحق بتحريرها بشتى الوسائل الممكنة، اشارت أوساط مقربة من بعبدا الى ان الرئيس ميشال عون «مستاء» للغاية من محاولة الحزب التقدمي الاشتراكي «توريطه» او المزايدة عليه بقارنة موقف سابق له بموقف جنبلاط الاخير من خلال نشر نص حديث قديم للرئيس في جريدة «الانباء» الإلكترونية يعود لمقابلة اجريت العام 2002 معه حين كان منفياً إعتبر فيه أن مزارع شبعا ليست لبنانية… ولفتت الى ان هذا الكلام قيل قبل ان تقوم سوريا على لسان الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم بالتأكيد أن هذه الأراضي لبنانية، وأن هذا الموقف أُطلق قبل صدور أي توضيحات أو إثباتات سورية حول لبنانيتها وقبل أن يحصل تأكيد على الموضوع في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وبعدها لم يتردد الرئيس في التأكيد على لبنانيتها وحق لبنان بتحريرها.

«قطار الموازنة» والاحتجاجات… 

في هذا الوقت ينطلق «قطار» الموازنة من محطته الحكومية على وقع احتجاجات في الشارع سيبدأ بها المتقاعدون العسكريون ومعلمي القطاع الرسمي اليوم، فيما تنضم القطاعات العمالية والنقابات، للتصعيد والتحرك في الشارع، الاربعاء بمناسبة عيد العمال، رفضا لاي ضرائب اضافية او تخفيضات تطال رواتبهم وتعويضاتهم، فيما ينتظر المجتمع الدولي استكشاف «اصلاحات» الحكومة ليقرر مدى ايفائها لوعودها عشية مؤتمر «سيدر»…

عون ضد الاجراءات «الظالمة» 

وفيما يستعد قدامي العسكريين لاغلاق «وسط بيروت»، دون اللجوء الى قطع الطرقات اليوم، أكدت أوساط وزارية ان الجلسة الاولى للحكومة ستخضع الموزانة للتشريح، وسيكون لرئيس الجمهورية ميشال عون موقفا واضحا ازاء حقوق العسكريين، وسيقف في وجه اي خطوة «ظالمة» بحقهم… وقد نقل النائب اللواء جميل السيد عن عون تأكيده وجود ملاحظات لديه ووجهات نظر سيطرحها في مجلس الوزراء خلال درس الموازنة، وسيكون له موقف من موضوع حقوق العسكريين في مختلف الاسلاك». وقال السيد: «البحث شمل مع الرئيس مشروع الموازنة للعام 2019 ولا سيما الاقتراحات التي تتناول حقوق العسكريين في مختلف الاسلاك، وتم تداول عدد من الافكار والملاحظات. وبرأيي، قبل المساس بحقوق الموظفين المدنيين والعسكريين، ينبغي معالجة الهدر المستمر وتحسين الجباية وزيادة الايرادات ولا سيما أن قراءة متأنية لمشروع الموازنة تشير الى ان التخفيضات المقترحة تصيب الموظفين الاوادم لان الفاسدين يعتاشون من الرشاوى التي يحصلونها وليس من رواتبهم».

 ماذا سيبحث في الجلسة اليوم؟ 

وعلمت «الديار» ان النقاشات الاساسية خلال الجلسة الاولى ستتمحور حول نقاش وزير المال ورئيس الحكومة حول أسباب غياب ملف مخالفات الاملاك البحرية الذي يشكل موردا اساسيا يرفد الخزينة بمليارات الدولات، وهو لم يرد في أي بند من بنود مشروع الموازنة، وكذلك سيتم فتح ملف التهرب الضريبي التي قد تدخل الى خزينة الدولة نحو ملياري دولار… اما الملف الابرز الذي ينتظر فتحه فهو مساهمة المصارف في خطة «الانقاذ»… وسيكون وزير المال واضحا في لفت انتباه الحكومة الى وجود وعد من الدولة اللبنانية للدول المانحة في «سيدر» لتخفيض العجز انطلاقا من موازنة 2018 حتى عام 2023 بواقع 5 بالمئة من الناتج المحلي، مع لحاظ ان موازنة العام الماضي تجاوزت 11،5 بالمئة الرقم المقدر بـ8،7 بالمئة، ما يعني ان العجز المفترض تخفيضه هذا العام نحو 3،8 بالمئة وليس واحد بالمئة… ولفتت أوساط مطلعة الى ان ثمة غالبية وزارية ترفض خفض الرواتب، ولا ترغب بالمس بحقوق المتقاعدين، لكن ثمة توجه لالغاء مبدأ تزامن الراتب التقاعدي مع تعويض الصرف من الخدمة، وهو امر سيخضع لنقاش جاد ويحتاج الى اجماع من كافة القوى السياسية للمضي به…

 «الروح الحاقدة»… 

وفي هذا السياق، استنكرت رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية «ما تضمنه مشروع قانون الموازنة للعام 2019 من مس بحقوق المتقاعدين العسكريين، ورأت في بيان «ان مشروع قانون موازنة العام 2019 جاء ليكشف عن روح حاقدة ونوايا خبيثة تستهدف المؤسسات العسكرية والأمنية وخصوصاً مؤسسة الجيش معتبرةً أن «السلطة قفزت فوق تضحيات هذه المؤسسات التي لولاها لما بقي سياسي على كرسيه». ولفتت الى «ان الرواتب والتعويضات لا تشكل أي عبء على موازنة الدولة لأن تخفيض نسبة إفادة العسكري، وفق سلسلة الرتب والرواتب الجديدة، راعت هذا الأمر حيث باتت أقل من النسبة التي حصل عليها الموظف المدني بشكل ملحوظ إحقاقا للتوازن، بسبب التعويضات، بين رواتب العسكريين ومن يماثلهم في باقي الأسلاك.

«الرقابة الدولية»…؟ 

وفي إطار التحضير لبدء جلسات مناقشة الموازنة اليوم، عقد وزير المالية علي حسن خليل اجتماعين منفصلين، الأول مع فريق البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي ساروج كومار جاه والثاني مع مسؤولة مكتب صندوق النقد الدولي في لبنان نجلا نخلة. وجرى البحث في أمور الموازنة العامة بخطوطها العريضة والخطوات الإصلاحية التي تتضمنها والأرقام المتوقعة استناداً إلى المعطيات القائمة.كما جرى نقاش وتبادل للآراء للمساعدة في بلورة مجموعة من الأفكار التي توصل إلى موازنة متوازنة تتضمن خطوات إصلاحية عملية. وأثنى وفد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على هذه الخطوات التي تعكس شفافية ووضوحاً ومقاربة مسؤولة تجاه هذا الملف الحساس…

الديار



from شبكة وكالة نيوز http://bit.ly/2URftD0
via IFTTT

تعليقات

المشاركات الشائعة