“حزب الله” في ضربة مباغتة.. والحكومة في حالة ترقب!
أبرز المؤشرات التي كشفتها المعطيات الدائرة حالياُ مع انطلاقة عمل الحكومة العتيدة تشير الى أن إدارة خيوط اللعبة السياسية في لبنان تبدلت، وليس دقيقاً توصيف الحراك الطارىء في ملف الفساد الذي رفع رايته “حزب الله”، بأنه استراتيجية الحزب الداخلية الجديدة، وانما التوصيف الادق انها استراتيجية “الامر الواقع” الذي فرضته عدة عوامل دفعت ببعض القوى الأخرى وتحديداً “حزب الله” الى سحب ورقة الفساد وطرحها على الطاولة واضعاً الاطراف الاخرى في موقع الخيار بينها وبين ملفات اخرى لا تقل خطورة بدءا من ملف التطبيع مع النظام السوري وصولا الى تقريش مؤتمر سيدر وفق شروط.
لاشك ان “حزب الله” يتقن المهادنة والتهدئة والاستيعاب بالدرجة عينها لاتقانه للتحدي والمواجهة والدفاع وذلك في سبيل كسب مزيد من الوقت الذي ربما قد تستعيد خلاله دمشق صورة ومثال دمشق ما قبل الحرب وتعود حركة السير الى سابق عهدها على خط طريق بيروت- الشام، دون ان يضيع في الوقت عينه الفرصة من توجيه ضرباته الموضعية التي يدرك انها لكي تصيب يجب ان تكون مباغتة، وهذا ما حصل مؤخرا مع توجه النائب حسن فضل الله لتقديم ملفاته المالية المثقلة مباشرة نحو القضاء متجاوزاً حليفه وزير المال علي حسن خليل المنكب على اعداد ملف متكامل حول الحسابات المالية على ان يسلك طريقه فيما بعد نحو مجلس الوزراء ومجلس النواب لاجراء المقتضى. مما يوحي بمحاولة حزب الله للجم أي انجرار داخلي للارتماء في حضن المحور المواجه سيما وان العين الدولية اعادت تركيزها مجددا على سياسة لبنان للمرحلة المقبلة انطلاقا من دور حزب الله وهو الشريك في الحكومة ومجلس النواب بتمثيل وازن، وهذا ما عبر عنه مساعد وزارة الخزانة الاميركية لمكافحة الارهاب في المحادثات الاخيرة التي اجراها في بيروت والتي تناول فيها ضرورة التشدد في مراقبة الاصول المالية لحزب الله ورفع الجهوزية الامنية لمنع التهريب الذي يوفر دعما للحزب لاسيما في المطار ومسارب التهريب في المناطق الحدودية ومنع ايضا افادة المراكز الصحية والمستشفيات التابعة للحزب من موارد وزارة الصحة. من هنا ربما اتى الموقف الروسي الاخير على لسان سفيره في لبنان الكسندر زاسبيكين الذي اعتبر ان حزب الله مقاوم وانه و”روسيا في صف واحد في سوريا”، قاطعا برسالته تلك الطريق امام محاولات اميركا في تغيير قواعد اللعبة من خلال الاستفراد بحزب الله من عقر داره.
امام هذا الواقع، يبدو ان مسار عمل الحكومة العتيدة لن يكون سهلا سيما اذا ما ارتفعت سقوف التهديد بالتعرية السياسية بغية استدراج مزيد من الضمانات الداخلية وتحصيل بعض النقاط في عدد من الملفات بما يسمح لبعض القوى في الانخراط أكثر في مفاصل الدولة وبالتالي يكون ذلك كفيل في رسم وبلورة نفس سياسي يخدمها في المرحلة المقبلة .
(ميرفت ملحم – محام بالاستئناف)
المصدر: لبنان 24
ميرفت ملحم
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2EEpsqi
via IFTTT
تعليقات
إرسال تعليق