لوس أنجلس تايمز: هذه هي أبرز العوائق أمام إرسال قوات عربية إلى سوريا
تكافح إدارة (ترامب) لتكوين تحالف من القوات العسكرية العربية، لتحل محل القوات الأمريكية التي تقاتل تنظيم “داعش” شرق سوريا، الأمر الذي قد يؤدي بحسب تقرير لصحيفة “لوس أنجلس تايمز” إلى تأخير تنفيذ خطة (ترامب) في سحب القوات الأمريكية إلى أجل غير مسمى.
وتشير الصحيفة، بحسب مصادر مطلعة في البيت الأبيض، إلى تشكيك حلفاء الولايات المتحدة بجدوى خطة (ترامب)، ليس فقط حيال إرسال قوات عسكرية، بل وصل التردد إلى المساهمات المالية التي من المفترض أن تقدم لدعم الاستقرار في المدن والبلدات التي خرجت من قبضة تنظيم “داعش”.
كما يمتد الشك بجدوى الخطة الجديدة بحسب الصحيفة، ليشمل مستشاري (ترامب) وخصوصاً في البنتاغون، حيث يخشى المسؤولون من أن يؤدي سحب القوات الأمريكية بشكل غير مدروس إلى تمكين عناصر التنظيم من إعادة تنظيم صفوفهم مما يعطي نفوذا أكبر للروس والإيرانيين في المناطق التي تم تحريرها من قبل الولايات المتحدة.
وتضيف الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن احتمال قيام المملكة العربية السعودية ومصر ودول عربية أخرى بإرسال قوات عسكرية إلى سوريا، يبقى ضئيلاً جداً، بسبب قلقهم من تواجد إيران المتزايد، وتعقد الحرب في سوريا.
وقال مسؤول أمريكي كبير شارك في المحادثات التي دارت مع الدول العربية: “لا توجد رغبة حقيقية في المنطقة للقيام بهذه المهمة على الأرض” وأضاف في حديثه للصحيفة (شرط عدم الكشف عن اسمه) “هناك شيء واحد مؤكد: لن يدخل أي جيش آخر، خصوصاً من المنطقة، إلى سوريا إذا لم نكن هناك بكامل قوتنا”.
تكرار خطأ العراق
ويخشى المسؤولون الأمريكيون، من تكرار الخطأ نفسه الذي حدث في العراق، عندما سحب (أوباما) القوات الأمريكية في أيلول 2011 على الرغم من تحذيرات البنتاغون بأن العراق لا يزال غير مستقر، ليرسلهم مرة أخرى عام 2014 بعد اجتياح مقاتلي تنظيم “داعش” الحدود العراقية قادمين من سوريا، حيث كانوا على وشك الاستيلاء على بغداد.
وبهدف منع تكرار الخطأ نفسه، يناقش البنتاغون خطة معدلة عن تلك التي طرحها (ترامب) تقضي بمواصلة الغارات الجوية الأمريكية والعمليات الخاصة ضد تنظيم “داعش” حتى بعد انسحاب القوات البرية، حيث يأمل المسؤولون أن تؤدي هذه الخطوة إلى طمأنة الحلفاء الذين يشعرون بالقلق من أن الولايات المتحدة سوف تتركهم غير محميين؛ إذا ما ساهموا في نشر قوات عسكرية في شرق سوريا. هذه الخطوة من شأنها بحسب الصحيفة، أن تظهر (ترامب) على أنه وفى بوعده بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وعلى الرغم من أن (ترامب) لم يحدد موعداَ نهائيا للانسحاب الأمريكي، إلا أنه يرغب بتسليم المهمة في سوريا في أقرب وقت ممكن إلى الحلفاء الإقليميين.
رأي مخالف في الدفاع
ويتضح بحسب الصحيفة الخلاف بين (ترامب) ومستشاريه، في تصريح وزير الدفاع (جيمس ماتيس) الذي قال إن الولايات المتحدة “ربما تأسف” لعدم ترك قوات عسكرية في سوريا لتدريب قوات الأمن المحلية في المناطق المحررة وحماية الفصائل السورية التي ساعدت الجهود الأمريكية.
وقال (ماتيس) أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الخميس “علينا أن نوجد قوات محلية يمكنها أن تمنع أي محاولة من جانب داعش للظهور من جديد”.
كما تناقش الولايات المتحدة تقديم حوافز، لحث الحلفاء الإقليميين على المشاركة في سوريا، منها إدراج المملكة العربية السعودية “حليفاً رئيسياً من خارج حلف الناتو”، التسمية التي تمتلكها 16 دولة، والتي تتيح الدول المنضوية فيها من إمكانية وصول موسع للأسلحة الأمريكية ومخزونات البنتاغون.
مساهمات عربية
وفي المؤتمر الذي عقد في بروكسل، تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بالمساهمة بمبلغ 60 مليون دولار كمساعدات إنسانية مقدمة إلى سوريا، ويرغب المسؤولون الأمريكيون أن تمتد المساعدات لتشمل إعادة إعمار البنى التحتية المهدمة وتدريب الشرطة المحلية عوضاً عن التركيز على مساعدة اللاجئين.
وهي المهام التي تعتبر بحسب المسؤولين الأمريكيين الأكثر أهمية لتحقيق الاستقرار في شرق سوريا.
مع ذلك، يرى المسؤولون إن أي مساهمات اقتصادية لن تعني الكثير إذا أمر (ترامب) القوات البرية بالانسحاب المفاجئ. وقال أحد كبار المسؤولين للصحيفة “لن يستثمر أحد مئات الملايين من الدولارات إذا اعتقدوا أن الولايات المتحدة تعتزم المغادرة” مضيفاً أنه بهذه الحالة “الأمور غير واضحة إلى حد كبير”.
لوس أنجلوس تايمز
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2FqYn7i
via IFTTT
تعليقات
إرسال تعليق